مقاربات المشروع

4- الجدوى الحضارية لمشروع إحياء نظام تربوي أصيل

  • تُعَد التربية التي يؤسس لها المشروع مطلبا ضروريا لأي نهوض حقيقي بالأمة؛ ذلك أنها تسعى لأن تكون مجسدة لخصوصية الأمة. فالأمم لا تنهض إلا بتربية معبرة عن ذاتها، ومتمثلة لخصوصياتها، ومستثمرة لإمكاناتها الذاتية، ومفجرة لطاقاتها الكامنة، وملبية لاحتياجاتها الخاصة. فليست التربية لبوسا جاهزا يُستجلب من الخارج ليلقى على المجتمع، بل إنها غراس لا بد أن ينبت من طينة الأمة، وينمو في بيئتها الثقافية، مستضيئا بروح تجاربها التربوية الأصلية، مُخصَّبة بالقوة الفعَّالة والخلاقة في الخبرات التربوية الإنسانية.
  • كما أن التربية الأصيلة التي يؤسس لها المشروع تُعَد اختيارا استراتيجيا لكونها محرّكة للذات، ومفعـّلة للثقافة والمجتمع، ومطلقة لروح الإبداع الحضاري. ومن شأن النظام التربوي للمشروع المستوعب للأصالة أن يُجسِّر العلاقات بين مختلف مكونات الذوات والثقافات والمجتمعات، بما يُقدِر المنضوين في هذا النظام على ضبط التناقضات الداخلية والفكرية والمجتمعية بين هذه المكونات؛ وذلك بفضل ما يحصِّلونه من منطق متجانس يتجلى في تمكن فكري، وتميّز سلوكي، وكذلك في ملكات حية يحققون بها ذاتيتهم المبدعة.
  • ومن شأن الأصالة التربوية التي يراهن عليها المشروع أن تفتح ــــ بالتالي ــــ الطريق إلى التمكين الحضاري عبر تفعيل الثقافة الخاصة؛ وذلك لما يتميز به هذا النظام من خصائص تُمكِّنه من أن يكون أوفى بالحاجيـــات الحيـــــوية للمجتمعات العربيـــــة والإســـــلامية، بما يبعثه من حركية وفاعلية يستمدهما من الخصوصيات الثقافية والتربوية، تفاعلا مع مقتضيات العصر.

زر الذهاب إلى الأعلى