نحو تمثل أفضل لاحتياجات للمشروع وغاياته
فيطيب لنا -ابتداء- أن نهنئكم ونهنىء أنفسنا بعيد الأضحى المبارك.. سائلين المولى جلت قدرته أن يتقبل صالح العمل منا ومنكم، وأن يعفو عنا وعنكم، وأن يغفر لوالدينا ووالديكم، وأن يعيده -بفضله- علينا وعليكم أعواما عديدة، بهمم أسمى، وصحة أتم، وعافية أكمل..
من ثَمّ؛ وعطفا على ما نُوّه عنه بخطابنا -المرسل إليكم- غرة ذي الحجة 1430هـ، الموافق 18 نوفمبر 2009م – من أن الأقساط الأولى المنجزة من البحوث لا تكشف بشكل واضح عن تمثل كاف لاحتياجات المشروع، وأهدافه.. الأمر الذي نخشى أن يحول ذلك دون بلوغنا الغاية المرجوة من هذه الأبحاث؛ ألا وهي إسهامها -بشكل واضح ومباشر ومبدع- في بناء كل من النظرية، والنموذج التطبيقي المنشودين للمشروع..
وانطلاقا من إدراكنا الكامل لحرصكم -الذي لا يقل عن حرصنا- على العمل الحثيث نحو الوفاء بتلك الاحتياجات والأهداف.. وبالتالي؛ تحقيق المرامي النهائية المبتغاة من أبحاثكم والمشار إليها فيما تقدم..
وحيث إنه قد دخلتم عمليا الأمد الزمني المحدد لإنجاز القسط الأخير من أبحاثكم..
ونظرا لكوننا قد بدأنا -بحول الله تعالى- العمل على التجهيز لوضع الترتيبات اللازمة لصهر الأبحاث التي تنجز لصالح المشروع، وتشكيلها في سبيكة إبداعية واحدة محكمة ومبهرة.. الأمر الذي يقتضي -بالضرورة- التأكد من أن كل بحث يحمل في طياته فعليا إسهامات إبداعية مستجيبة لاحتياجات المشروع وأهدافه، لتساعد في بناء كل من: نظرية المشروع، ونموذجه التطبيقي المنشودين..
فاسمحوا لنا أن نذكركم -أولا- بالمقدمات المحورية الآتية:
غاية المشروع:
إيجاد نظام تعليمي تربوي أصيل شامل ومتكامل وراق ومفصل قابل لأن يطبق في هذا العصر على أرض الواقع، ويحيا، وينمو، ويتطور، وينتشر..
خصوصيته:
نظام تعليمي تربوي أصيل واع بعمق لكل من: طبيعة المنطقة العربية والإسلامية، وخصوصياتها، وثوابتها، واحتياجات مجتمعاتها.. والعصر، وخصائصه، ومتطلباته، وتحدياته، وتطوراته.. والمستقبل، وتعقيداته، ومطالبه، وإشكالاته.. وقادر على التفاعل مع كل ذلك بإيجابية وإبداع مستلهمين من ثقافة الأمة الأصيلة، وخصائصها التربوية الحضارية الفذة..
أبرز مرتكزاته ومنطلقاته:
- الانطلاق من الخصائص والسمات الفعّالة لنظمنا وممارساتنا التربوية الأصيلة، ومكامن قوانا الخاصة في مجال التربية..
- تمثل النظم، والممارسات، والاجتهادات التربوية التي أسهمت -عبر تاريخ الأمة- في إبراز علماء أكفاء، ونابغين مبدعين في شتى حقول العلم والمعرفة، تاركين آثارا أكيدة في مسيرة الحضارة الإنسانية وتطورها..
- اتخاذ ينابيعنا الأصيلة متكأ للتفاعل البناء مع الفكر التربوي الإنساني، والتجارب التربوية المعاصرة، والنظر فيما هو مطروح فيهما لاستيعاب وتمثل عناصر فاعليتها، والاجتهاد في سدّ أوجه الخلل والقصور فيها، وإغنائها، وإثرائها، والإضافة النوعية عليها..
- التعاطي مع مقومات التراث كعناصر دفع وإبداع..
أهم أهدافه ومراميه الكبرى:
- الانعتاق والتحرر من التبعية في النظام التربوي المنشود؛ فكرا، وسلوكا، وممارسة.. وإرساء نظام تعليمي تربوي مميز، ومتفوق، ومبدع، وفعّال، ومبهر، ورائد، يسهم في إعادة مجدنا الغابر..
- تقديم تربية شاملة راقية تعنى بمختلف جوانب الشخصية الإنسانية العقدية، والإيمانية، والخلقية، والإبداعية، والابتكارية، والمهنية، والمهارية، وتلبي الحاجات الحقيقية للمتعلم، ومجتمعه، وأمته في هذا العصر، وبالمستقبل -بإذنه تعالى- بشكل خلاق..
- تفعيل الهوية الحضارية للأجيال الصاعدة لتحقيق حضور إيجابي مؤثر في سياق إنساني كوني، وتعزيز فاعليتهم وإسهامهم في صناعة الحضارة الإنسانية وتطويرها..
- تربية الأجيال الصاعدة على قيمنا الحضارية، وشيم أجدادنا النشامى، وتنمية الروح الرسالية الإنسانية لديهم..
- إعداد قادة مجتمع مؤثّرين، وقدوات حسنة للأجيال..
- إعداد مربين فاعلين وموقّرين..
- تخريج علماء نابغين ومبدعين في شتى حقول المعرفة..
- إثراء كافة حقول العلم والفكر بمستوى عالمي..
وعليه؛
وفي ضوء ما تقدم التذكير به -فيما مرّ من هذا الخطاب- من مقدمات جوهرية..
وللاطمئنان من أن أبحاثكم ستكون -بتسديد من الله- مستجيبة لاحتياجات المشروع وأهدافه.. وستسهم -بعونه تعالى- بالتالي في تحقيق الغاية النهائية المرّجوة منها -والتي تقدم التذكير بها كذلك في صدر هذا الخطاب- وذلك قبل البدء بصهر الأبحاث لتشكيل نظرية المشروع، ونموذجه التطبيقي المنشودين..
فإننا نأمل من كل منكم موافاتنا -خلال أسبوع من تاريخ هذا الخطاب- بخلاصة مركزة ووافية لما تتوقعون أن ينتهي إليه بحثكم، مستحضرين -عند إنجازكم للخلاصة المطلوبة- المعالم والركائز والموجّهات الأساسية للمشروع -والتي ذُكـّرتُم بطرف منها فيما مرّ من خطابنا هذا- على أن تتضمن الخلاصة المطلوبة -وبشكل أساس- إجابات علمية واضحة ومباشرة ووافية على الأسئلة الرئيسة الآتية:
- ما هي الخصائص أو السمات الفذّة الفعّالة للأصول، أو الأفكار، أو المممارسات التربوية الأصيلة التي كشف / أو سيكشف عنها موضوع بحثكم؟ وما الإضافات النوعية الجديدة التي كشف / أو سيكشف عنها بحثكم في هذا الصدد، مقارنة بما تضمنتها الدراسات والأدبيات المنشورة السابقة؟
- ما هي الكيفيات التي تتصورونها لتنزيل كل خاصية من تلك الخصائص على أرض الواقع بجوانب النموذج التطبيقي المنشود للمشروع (سياسات، وأهداف، ومناهج، وتدريس، وتقويم، وقيادة، وعلاقات مع المحيط…الخ)؟
- إلى أي مدى ترون أن هذه الخصائص وكيفيات تنزيلها على أرض الواقع في النموذج التطبيقي المنشود للمشروع -والتي ستقترحونها- ستسهم في تحقيق غايات المشروع وأهدافه الكبرى التي أشير إليها فيما تقدم من هذا الخطاب؟
ملحوظة: نرجو تبرير رؤاكم -التي ستعرضونها- في هذا الصدد بشكل علمي..
- إلى أي مدى ترون أن هذه الخصائص، وكيفيات تنزيلها -التي ستقترحونها- يمكن أن تكون فعّالة في السياق الحضاري المعاصر؟
ملحوظة: نرجو أيضا التبرير لمرئياتكم في هذا الصدد بشكل علمي..
- ما هي المعوقات أو العقبات أو التحديات التي ترونها حائلة دون تنزيل فعّال لهذه الخصائص في النموذج التطبيقي المنشود للمشروع؟ وما هي المقترحات التي ترونها لقهر تلك المعوقات؟
- ما هي جوانب التضارب، أو التلاقي، أو التميز بين هذه الخصائص، وخصائص الممارسات التربوية القائمة في النظم المتقدمة؟ وما هي صور وأوجه الاستفادة التي ترونها من جوانب التضارب، والتلاقي، والتميز في استجلاء القيمة المضافة التي سيحققها -بمشيئة الله تعالى- النظام التربوي المنشود للمشروع على معطيات الفكر التربوي الحديث؟
- ما هي التساؤلات التي لا تزال بحاجة إلى إجابات فيما يخص موضوع بحثكم، ويحتاج إليها المشروع -في نفس الوقت- بمرحلته الحالية؟ وما هي مرئياتكم فيما يخص كيفية التعاطي معها؟
هذا؛ واسمحوا لنا -أخيرا، وليس آخرا- أن نحيطكم علما بأننا بصدد التفاكر حول عقد أيام أو حلقات دراسية لكامل أعضاء الفريق البحثي، يكون التركيز فيها منصبا بالأساس على مناقشة إثرائية معمقة لفحوى الخلاصات المرتقبة منكم، والمتضمنة تعاطيكم العلمي مع الأسئلة المشار إليها فيما تقدم، وذلك بغرض تسديد البحوث نحو تمثل أفضل لاحتياجات المشروع وتحقيق اهدافه..
وبالتالي؛ فإن تزويدنا بالخلاصات وفق ما هو مطلوب سيكون أساسا للاستضافة للأيام الدراسية المنوّه عنها، والتي يرجح أن تعقد -بعون الله تعالى- خلال الفترة 20-25 محرم 1431هـ، الموافق 6-11 يناير 2010م، أي بعد الموعد النهائي لتسليم كامل البحوث بإذن الله تعالى..
والله ولي التوفيق..
وختاما؛ تفضلوا بقبول وافر امتناننا وتقديرنا ،،،،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،