مقاربات المشروع
5- تشخيص المعضلة التربوية من منظور مشروع إحياء نظام تربوي أصيل
- ينطلق هذا المشروع من تشخيص للمعضلة التربوية وإدراك لتحديات العصر من منظور أوسع وأعمق من القراءات السائدة القاصرة أو المحدودة. كتلك التي تقتصر على الاهتمام بما يشبه محو الأميّة، أو التي تحاول المواءمة بين النظام التعليمي وخطط التنمية، أو تلك التي تنشغل بالربط بين أنظمة التعليم وبين الاحتياجات التي تفرضها العلاقة مع السوق.
- يكشف هذا المنظور التربوي الجديد أن ما يظهر من تفش لأصناف الأمية، والعجز عن إنتاج المعرفة، وضعف نسبة العلماء الموهوبين، مع التردي القيمي المعطل لتحصيل العلوم وإنتاجها وتوطينها وتداولها في العالم العربي يستلزم تصورا مركبا لمعالجة المكونات المتعددة لهذه الظواهر، ولا تجدي فيها أية مقاربة أحادية تباين الطبيعة المعقدة للمعضلة التربوية.
- وإن من أخطر ما يكشفه تشخيص المعضلة التربوية في العالم العربي، من منظور المشروع، هو أن ما يُسجَّل من تراجع نوعي لمخرجات “المؤسسات التربوية” مردّه حالةُ التقلب في الأسس المعتمدة للبنية النظرية في التعليم وفي التعامل التربوي القاصر مع مناهجه واختياراته المؤسِّسة.
معنى ذلك، أنه بدون الاهتداء إلى مقاربة تربوية واضحة ومُحكـَمة ومبنية على قاعدة التشخيص العلمي للواقع التعليمي القائم، وعلى التحليل الموضوعي للعوامل الفاعلة فيه تاريخيا؛ بدون ذلك، فإن المعضلة التربوية في البلاد العربية لن تكون إلا منذرة بأن تستفحل بصورة مطـردة.