مقاربات المشروع
2- واقع الأمة من منظور مشروع إحياء نظام تربوي أصيل
- الأمة اليوم، بمنظور المشروع، في حالة ركود حضاري نتاج حياة ثقافية تتصف بالانفصام بين ثوابت الهُوية وبين متطلبات التجدد التي يفرضها عالم متحول.
- هذه الحياة الثقافية تجسدها وتكرسها “أنظمة التربية العربية” الراهنة بما فيها من تقليد وتلفيق وتقلب؛ مما يزيد من التيه الحضاري الذي أصاب مسار الأمة منذ أمد، مفضيا بأفرادها إلى غربة عن الذات الحضارية والثقافية في تبعية للغير، أو غربة عن الحاضر في جمود على الماضي.
- وقد أصبح “التعليم العربي” متسما بسمتين اثنتين كل منهما تشكل عائقا أمام تنمية حضارية شاملة؛ أولاهما: العجز المعرفي المتمثل في انحسار الإبداع الثقافي والعلمي. والثانية: التكوين التعليمي الذي لم يُفْضِ ــــ رغم ما بذل فيه من جهد ومال ــــ إلا إلى مزيد من الاهتزاز والتصدع في الذات الحضارية؛ ذلك أن تناقض “النظام التعليمي العربي” القائم مع مقتضيات هذه الذات الحضارية يجعلها في حالة متأزمة تفتقد معها فاعلية قيمها وثقافتها وتاريخها.
ومن اللافت حقا أن النظم التربوية السائدة حاليا في المجتمعات العربية على وجه الخصوص ــــ رغم ما حظيت به من دعم كبير نسبيا ــــ لم تفلح في تحقيق النجاحات التي حققتها النظم التربوية الأصيلة في تاريخ الأمة، ولم تستطع أن تسهم بفاعلية في النهوض بمجتمعاتها بما يعيد لها حضورها الريادي.