وثيقة الخيط الناظم الموحّد للخطط البحثية المقدمة لصالح المشروع
(مستخلص من النسخة المنقحة والمزيدة من الوثيقة المنجزة في ضوء ما أسفرت عنه ورشة عمل اسطنبول المنعقدة لصالح المشروع خلال الفترة: 25 ــ 28 شعبان 1430 هـ، الموافق 16 ــ 19 اغسطس 2009م)
مدخل توجيهي مشترك لجميع باحثي المشروع
ينبغي على جميع الباحثين مراعاة كل الموجهات الآتية:
- اعتبار الوثيقة الرسمية لاستكتاب باحثين لصالح المشروع، وملحقها رقم (1) فيما تضمناه من مسلمات، ومنطلقات، وغايات، وأهداف، ومبادىء، وسياسات، موجهات أساسية لأبحاث المشروع..
- تأصيل الأعمال البحثية المقدمة لصالح المشروع انطلاقا من:
- الأصول المؤسسة: القرآن العظيم والسنة النبوية الثابتة..
- الممارسات التاريخية الأصيلة المتفقة مع الأصول..
- التجارب الإنسانية وما يرفدها من نظريات تربوية صالحة وغير متعارضة مع الأصول..
- استحضار احتياجات الأمة، وتحديات الواقع، مع استشراف المستقبل، والتعامل مع تحدياته..
- العمل من أجل وضع مشروع يتجاوز في مراميه المعالجة الإصلاحية للممارسات التربوية القائمة إلى رؤية تربوية تجديدية أصيلة كاملة متكاملة تساوق الفكر التربوي الإنساني، وتسعى إلى تجاوزه..
- مراعاة القابلية للتطبيق والتطوير في مختلف المستويات والظروف..
- التعامل مع المصطلحات المستمدة من المعجم التربوي المعاصر، وما تحيل عليه من مفاهيم، بروح إبداعية وتأصيلية، يتحرر بها الباحث من أسر المعهودية، بحيث يحرص على التأصيل في المصطلح، والإبداع في المضمون سواء بسواء..
موجهات خاصة بالتأسيس النظري للمشروع
أولا: يقصد بالنظرية التربوية في المشروع ما يلي:
“نسق من المفاهيم والمبادئ والقواعد يفسر تعطل فاعلية خصوصياتنا الثقافية وسمات ممارساتنا التربوية الأصيلة الفعالة وعدم كونها المؤثر الأساس في النظام التربوي المؤسسي العربي الإسلامي، ويؤسس ــ بالتالي ــ لخيار تربوي منطلق من تلك الخصوصيات والسمات ومستفيد من التجارب التربوية الإنسانية من أجل الإسهام الفعال في تحقيق الشهود الحضاري للأمة”..
ثانيا: إضافة للموجهات المشتركة لجميع الباحثين المبينة في المدخل التوجيهي المشترك أعلاه… يراعي الباحثون في مجال بناء النظرية المنشودة الآتي:
- ضمان تحقيق النظرية المرتقبة للأهداف والغايات التي ينشدها المشروع..
- تضمين الأبحاث إيحاءات ورؤى ومعان وتوضيحات تطبيقية، وربطها بالمجالات المختلفة المتعلقة ببناء النموذج المنشود من مناهج، وتدريس، وتمويل، وعلاقات مع المحيط وغيرها.. بغرض الاستفادة منها في مجال بناء النموذج التطبيقي انطلاقا من كون البناء النظري للمشروع مرتكزا لبناء النظام التطبيقي المنشود..
ثالثا: المجالات البحثية الأساسية للنظرية المنشودة:
- تشخيص طبيعة المعضلة التربوية في العالم العربي:
أسبابها الفكرية والتطبيقية، وانعكاساتها على مستوى تكوين الأجيال العربية، وأثرها في أوضاع المجتمعات العربية نهضةً وتعثرا..
- تقييم التجارب العربية في معالجة المعضلة التربوية، على اختلاف مداخل تلك التجارب..
- صياغة فرضية المشروع والانطلاق منها لبلورة الأسس الفلسفية الموجهة للنظرية التربوية المنشودة، الضابطة لحقيقة الإنسان وغاية وجوده، والمحددة لرؤيته للحياة والكون، وذلك بتحديد المبادئ الكبرى التي يقوم عليها المشروع التربوي المنشود في جميع تفاصيله، وتوجيه جميع إجراءاته وتراتيبه..
- تحديد المنظومة القيمية الحاكمة الموجهة للنظرية المنشودة في أبعادها الفردية والمؤسسية والمجتمعية..
- الكشف عن جوانب الالتقاء والتمايز بين معطيات الفكر التربوي في التراث والفكر الإنساني الحديث والاستفادة منها في استجلاء القيمة المضافة التي يحققها النظام التربوي المنشود..
موجهات خاصة ببناء النظام التطبيقي للمشروع
أولا: تستعمل المصطلحات الآتية بالدلالات المبينة إزاء كل منها:
الأنموذج: مجموع السمات الأساسية والثوابت القارة في النظام التربوي القادر على التطور والتفاعل الحي مهما اختلفت مستويات التعليم ومراحله..
النموذج: النمط التطبيقي المؤسسي المفصل المتكامل للمشروع التربوي المنشود..
ثانيا: يعتبر البناء النظري للمشروع منطلقا للنظام التطبيقي؛ ويتعين لضمان الاتساق الضروري في هذا الصدد بين التأسيس النظري وبناء النموذج التطبيقي للمشروع العمل على ضمان التواصل والتشاور المنتظم فيما بين الباحثين في المجالين المذكورين وفيما بينهم وبين الإدارة..
ثالثا: إضافة للموجهات المشتركة لجميع الباحثين والمشار إليها فيما تقدم… يراعي الباحثون في مجال بناء النموذج الآتي:
- الاستلهام في صياغة النموذج التطبيقي من:
- الدروس المستخلصة من النماذج التطبيقية للتعليم الأصيل في الماضي والحاضر..
- الدروس المستفادة من التجارب الإنسانية المعاصرة..
- ما يستخلص من تشخيص وتقييم أوضاع التعليم العربي الإسلامي المعاصر..
- تحقيق النموذج التطبيقي لجملة من الأغراض الأساسية من بينها:
- تنمية الروح الرسالية الإنسانية لدى المتعلم..
- تمثل مفهوم الاستخلاف القرآني بفكر تربوي يربط بين تكريم الإنسان وتسخير الكون له وتعزيز فاعليته وإسهامه في صناعة الحضارة الإنسانية..
- تلبية حاجات المتعلم ومجتمعه وأمته والاستجابة الخلاقة لمتطلبات التنمية الشاملة والمستدامة، ولحاجات الإنسانية للأمن والعدل والسلام..
- تربية الناشئة وفق خصال تستنبط من الكتاب والسنة والتجارب التاريخية السديدة..
- إحياء روح تقديس العلم، وإجلال العلماء، واحترام المتعلم..
- تزويد الدارسين بقاعدة متينة ومميزة من المعارف والخبرات والمهارات المتقنة في المجالات الدينية واللغوية والمعلوماتية والقيادية تكون داعمة ومعززة لسائر المهارات والخبرات الأخرى التي يوفرها النظام التربوي الأصيل..
- كسر جدار العزلة بين المعرفتين الإسلامية والإنسانية..
- شحذ وتنمية الملكات الخاصة بالنبوغ وإعمال العقل وما يفضيان إليه من إتقان البحث والتفكير والنظر وتعزيز القدرة على الإبداع..
- المواكبة الحية الدقيقة لمستجدات البحث العلمي وتطورات الفكر الإنساني المعاصر والعمل على تحقيق إضافات إبداعية، تضمن للنظام التربوي الأصيل القدرة على المنافسة العالية والتميز على المستوى الإنساني..
- تحويل القيم والمعارف إلى ممارسات ومهارات سلوكية جبليّة..
- إحكام الصلة بين الإيمان وسائر المعارف والمهارات بما يحقق التواشج الإيجابي الفعال تأثيرا وتأثرا بين إيمان المتعلم وبين مكتسباته الدراسية في النظام التربوي الأصيل..
رابعا: المجالات البحثية الأساسية لبناء النموذج التطبيقي للمشروع:
- المنهاج الدراسي متضمنا:
- المواصفات العامة للمنهاج..
- عناصر المنهاج: (الأهداف التربوية والتعليمية، المحتوى التعليمي، أساليب وطرق التدريس، التقويم)..
- عمليات المنهاج: (التصميم، التنفيذ، التقويم، التطوير)..
- الإشراف وإعداد المعلم وتدريبه..
- لغة التمدرس والعلاقة مع باقي اللغات..
- الجوانب المهارية والإبداعية..
- النشاط اللاصفي..
- القيادة التربوية متضمنة:
- التخطيط..
- الأسلوب القيادي المتبع..
- الثقافة التنظيمية والمناخ التنظيمي..
- المخرجات الوسيطة والنهائية للنموذج/ أو المؤسسة..
- المجالس العلمية ومجالس التسيير..
- الهيكل التنظيمي والتوصيف الوظيفي لمراكز العمل..
- نظم تسيير النظام التربوي الأصيل (الإشراف، التوجيه، التأهيل المستمر، معايير الجودة، القبول، المساءلة، الرقابة، معايير تقييم العاملين، الحوافز والمكافآت…)..
- المنشآت والتمويل:
- الفضاءات العمرانية..
- التجهيزات..
- مصادر تمويل التعليم الأصيل..
- تدبير الموارد..
- تسييرها..
- العلاقة مع المحيط:
- العلاقة بين النظام المنشود ومحيطه الاجتماعي التربوي: (الأسرة، المجتمع ومؤسساته، الإعلام…)..
- العلاقة بين النظام والأنظمة التربوية الأخرى..
- العلاقة مع السلطات الحكومية..
- العلاقة مع سوق العمل..
موجهات خاصة بالخطط البحثية الداعمة للنظرية والنموذج المنشودين
أولا: إضافة إلى الموجهات المشتركة لجميع الباحثين والتي تقدم ذكرها في المدخل التوجيهي.. ينبغي على الباحثين في مجموعة الأبحاث الداعمة الآتي:
- اعتماد الموجهات الواردة في هذا الوثيقة عند ضبط محاور البحث، وما يترتب على ذلك من إعادة لهيكلة البحث، وتنسيقه، وجوانب تركيزه..
- اعتماد الموجهات الواردة في هذه الوثيقة أيضا عند القيام بتقييم التجربة التاريخية محل الدراسة..
- استحضار المجالات البحثية الواردة في هذه الوثيقة باعتبارها الإطار الموضوعي الجامع الذي ينبغي أن تهتدي به الأبحاث الداعمة عند وضع أسئلة البحث، وتحديد إشكاليته، وضبط مساره..
- تضمين البحث خلاصات مركزة، يحدد فيها الباحث وجوه الاستفادة والتوظيف المعضدة لكل من النظرية والنموذج المنشودين في المشروع..
وتوضيحا لما تقدم يقوم الباحث ــ على سبيل المثال ـــ بالكشف عن المعضلة التربوية التي تعاملت معها التجربة التي يقوم بدراستها، والكشف عن فرضيتها النظرية، وأسسها الفلسفية، والقيمية، والنفسية، والاجتماعية، والتنظيمية، ومن ثم بيان أوجه ملاءمة استثمارها في نظرية المشروع المرتقبة.. وكذلك الكشف عن الجوانب التطبيقية للتجربة التي هو بصدد دراستها من حيث مناهجها، وبرامجها، وأساليب عملها، وعلاقاتها مع محيطها…الخ، ومن ثم بيان مدى إمكانية الاستفادة منها في نموذج المشروع المرتقب..
ثانيا: لتحقيق المواكبة، والتنسيق، والتكامل بين الأبحاث الداعمة، وأبحاث النظرية والنموذج… فإنه يتعين على كافة الأساتذة المعنيين بإنجاز الأبحاث الداعمة تكثيف اتصالاتهم مع نظرائهم في ذات المجموعة الداعمة من جهة، ومع مجموعتي التأسيس النظري، والنموذج التطبيقي من جهة أخرى.. مع ضرورة تزويد إدارة المشروع بنسخة عن كل مراسلة في هذا الإطار..
ثالثا: المجالات البحثية الأساسية لدعم النظرية والنموذج المنشودين:
- دراسة الممارسات التاريخية للنظم التربوية الأصيلة..
- دراسة التجارب التربوية المعاصرة للنظم التربوية الأصيلة..
- دراسة الاتجاهات التربوية العالمية المعاصرة والمستقبلية، والتحديات التي تواجه النظام الأصيل المنشود..
والله ولي التوفيق،،،